وأنت في نشوة الفرح أو الغضب، تذكّر أنّ من قتل حسن نصر الله هو نتنياهو، وأنّك لم تستطع مواجهة الإثنين، بل عاجز عن إسقاط من هم أقلّ منهم درجة في بلدك. تذكّر أنّك متفرّج فقط، وأنّ واجبك بناء القوة التي تسمح لك بمقارعة أعدائك مهما كانت هوياتهم وليس واجبك أن تشجّع هذا أو ذاك. استيقظ من نشوة العاطفة، السكّين يقترب من رقبتك!

في عالمنا العربي، هناك فئة تصف كل حدث مهما جلّ بالمسرحية، حتى الحروب والاغتيالات يعتبرونها مسرحيات. مسرحيات من على من؟ ترى ما وزن هذه الشعوب المتخاذلة حتى يمثّل عليها اليهود والفرس مسرحيات مثلا؟ أيّ قيمة لهذه الجماهير النائمة حتى يتقاتل ويتصارع من أجل فرجتها ضباط وقادة جيوش وميليشيات؟ حقا لم أر أحمق من هؤلاء، قطعان لا وزن لها في أي حدث تحسب كل حدث مسرحية مثّلها الأعداء لمخادعتها.

سواء قتل نصر الله أو نجا هناك مشكلة أساسية لدى قيادة حزب الله في سلوكها منذ السابع من أكتوبر. القادة الكبار في الحزب اختاروا ما أسموه إسناد غزة ورفضوا دخول المعركة بكلّ قوّتهم فخسروا أكثر من 500 جندي طيلة 11 شهرا دون أن يتسبّبوا للعدوّ في أضرار توازي حجم خسائرهم، وعدا تهجير المستوطنين في الشمال لا يكاد يذكر لما يسمونه معركة الإسناد فائدة. في الشهر الثاني عشر حيّد اليهود حوالي ألف جندي من حزب الله في حادثة البيجرز منهم من قتل ومنهم من أصيب جسدياً بما يخرجه من المعركة، ثم أتت موجة الاغتيالات للمست

يقول #سان_تزو: إن كنت تعلم قدراتك وقدرات خصمك، فما عليك أن تخشى من نتائج 100 معركة. وإن كنت تعرف قدرات نفسك، وتجهل قدرات خصمك، فلسوف تعاني من هزيمة ما في كل نصر مُكتسب. أما إن كنت تجهل قدرات نفسك، وتجهل قدرات عدوك، فالهزيمة المؤكدة هي حليفك في كل معركة! -- فلا تجعلْ من السلطة وحشاً كاسراً ومن نفسك عصفور دوري، ضع فقط قيمة لنفسك ولا تعطِ الفاشل أكثر ممّا يستحقّ !