هل تستحقّ الجماهير التغيير؟

بعد انتكاسة الموجة الأولى من الربيع العربي، بدأت الأسئلة تتوالد حول أحقية الشعوب في الحرية واستعدادها للانتقال من الطغيان السياسي إلى بناء أنظمة تراعي قيم العدالة والحرية والكرامة الانسانية، وانتقلت بعض النخب الثورية تدريجيا من لوم الجماهير ومعاتبتها إلى إدانتها والحكم عليها بأنّها شعوب لا تستحق الحرّية ولا يمكنها أن تخرج من ربقة الاستبداد أبدا لأنّها تحوز خصائص نفسية مضادّة للحرية ولن تستطيع العيش في مناخ نقيّ خال من القهر والظلم والعبودية.


الجماهير تؤثر عودة المستبدين

في كتابه المعنون عربيا السنن النفسية لتطوّر الأمم يقول غوستاف لوبون أن "الأمم، لا يؤثر فيها العقل، وهي  مسيّرة بأخلاق عرقها، أي بمجموع المشاعر والاحتياجات والعادات والرغبات التي هي دعائم روحها الأساسية، وتمنّ هذه الروح القومية على الأمم بثبات دائم مع تقلبات الحوادث على الدوام"، ومن يعرف لوبون يدرك جيدا أن الرجل على تبحّره في علم نفس الجماهير ينتمي إلى مدرسة تؤمن بتفوّق الأعراق وتفاوتها، وإن كان هناك من داع لإطلاق حكم عام على الجماهير فإنّه يشملها جميعا، وما كان بينها من فروقات فهي راجعة إلى أسباب تاريخية وسياسية واجتماعية وثقافية واقتصادية، وليست بناء على التفاوت العرقي بكلّ تأكيد، لكن ما يعنينا في رأي لوبون هو قوله بأن الجماهير لا يؤثّر فيها العقل إلا نزرا قليلا، وأنها محكومة بأخلاقها ومشاعرها واحتياجاتها ورغباتها، وهذا مما لا ريب فيه عند أولي العقل والمختصين في علوم النفس والاجتماع، ولعلّ قول الله عزّ وجلّ: "قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ ۖ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَىٰ وَفُرَادَىٰ ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا ۚ مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ ۚ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ" يؤكّد أنّ التفكير النقدي والاعتماد على العقل خاص بالأفراد وليس من شأن الجماهير، لذلك قرر لوبون في كتابه المشهور روح الجماعات أنّ الفرد مهما كان علمه ووعيه يفقد القدرة على التفكير إذا انخرط في صفوف الجماهير حيث يتساوى العالم والجاهل، ويستوي ذو العقل والنزق لما يتّقد الحماس وترتفع الهتافات ولا يبقى لصاحب الرأي رأي بين الجموع، فالقضية إذن ليست عرقية بقدر ما هي نفسية، وأكثر الناس عون لصاحب القوّة وتبع للمستبدّ سواء أحسن أو أساء. 

إن اتّفقنا على ذلك فيجدر بنا أن نعيد طرح السؤال بصيغة أخرى: هل تستحقّ الشعوب أن يضحّى من أجلها؟ وهل من العقل أن يحرق المرء نفسه من أجل حرّية أناس لا يبحثون عن الحرية وربّما لا يدركون معانيها؟

من يتابع نتائج الثورات العربية في سنواتها الثلاث الأولى سيجد أنّ هناك معطيات تبدو للوهلة الأولى غير منطقية، ويلحظ سلوكا شعبيا لا يتّفق بتاتا مع المطالب التي رفعتها الشعوب أثناء مظاهراتها العارمة في الأشهر الأولى لثوراتها، فمن كان يعتقد أنّ الشعب المصري قد تحرّر نهائيا من الاستبداد وتابع نتائج الانتخابات الرئاسية التي أتت بالشهيد محمد مرسي رئيسا سيرى أنّ ما يقارب نصف الشعب قد اختار الثورة المضادّة بشكل صريح، حيث أوشك الفريق أحمد شفيق وهو آخر رئيس للوزراء في حكومة حسني مبارك أن يفوز بالانتخابات بعد أقلّ من سنة ونصف من استقالته من منصبه تحت ضغط الشارع، وهنا علينا أن نتذكّر أنّ شفيق قد تفوّق في الجولة الأولى على شخصيات عتيدة وذات مسار طويل في معارضة النظام العسكري مثل عبد المنعم أبو الفتوح الذي قضى حياته في منازلة مبارك ثمّ تفوّق عليه في النتائج حمدين صبّاحي الذي أصبح مطبّلا للانقلابيين فيما بعد.

الأمر نفسه تكرّر في تونس سنة 2014، حين تمكّن باجي قايد السبسي وهو أحد مؤسّسي الاستبداد في تونس ووزير داخلية ودفاع الحبيب بورقيبة ورئيس برلمان زين العابدين بن علي من الفوز على أقدم المناضلين ضد الدكتاتورية؛ الدكتور محمد المنصف المرزوقي بنسبة تجاوزت 55 بالمئة من الأصوات بعد ثلاث سنوات فقط من سقوط النظام السابق. فانظر إلى هذه الجماهير كيف خيّرت بين الانعتاق والعودة إلى الاستبداد فاختارت العودة إلى حظيرة جلاّديها بمحض إرادتها، فتح لها المناضلون من أجل الحرّية بابا للتغيير فبصقت في وجوههم وشتمتهم وصفقت الباب على نفسها كي لا يدخل عليها مناضل من جديد.

لقد رقصت فئات واسعة من المصريين على جثث الضحايا في مجزرة رابعة، وتهكّم جزء من التونسيين على الدكتور المرزوقي وردّدوا الأكاذيب نفسها التي ردّدها إعلام بن علي وأزلام الثورة المضادّة في زمن الإعلام المفتوح حيث يمكن للجميع تحرّي الحقيقة، وأكاد أجزم أنّ شعوب باقي دول الربيع العربي ستختار جلاّديها لو أتيحت لها فرصة الاختيار؛ ولن يكون مفاجئا أن نرى سيف الإسلام القذافي أو خليفة حفتر رئيسا في ليبيا وطارق علي صالح حاكما لليمن، ومادامت روح الجماهير محكومة بالخوف من التغيير والحنين إلى الجلادين فإنّ كل الاحتمالات مطروحة.

يمكن أن يسيل حبر كثير في تحليل هذه المعضلة لكنّي أزعم أنّ قصة بني إسرائيل مع نبي الله موسى عليه السلام أكثر ما يفسّر نزوع الأجيال التي نشأت تحت الاستبداد إلى العبودية، ومهما كانت ردّة شعوبنا فإنّها لن تكون مثل ردّة بني إسرائيل بعد أن رأوا المعجزات ومطالبتهم بأن يجعل لهم نبيّهم إلها ولم تجفّ أقدامهم من ماء البحر الذي فلقه الله لهم لينجيهم من فرعون، والظاهر أنّ الأجيال التي عايشت الاستبداد في بلداننا نسخة عن ذلك الجيل من اليهود، وما من حلّ مع هؤلاء إلاّ أن يتيهوا في الأرض ريثما يأتي جيل آخر يستطيع أن يفكّ القيود وينطلق لبناء دولة لا يؤلّه فيها الحاكم ولا تدين فيه الرقاب لغير الله عز وجلّ.

إذن، صار الجواب واضحا، الأغلبية لا تهتم بالتغيير ولا تسعى إليه وتحارب من يدعوها إلى الانعتاق وتتّبع سادتها وكبراءها حتّى يذلّوها ويضلّوها السبيل، وقد أدرك ذلك كلّ من كانت له يد في الثورات، وهذا ليون تروتسكي يلخّص في مذكراته  تجربته في الجيش الأحمر الروسي إبّان الثورة البلشفية ويؤكّد أنّ "الأذكياء المستعدون للتضحية بأنفسهم كانوا أقلية وسط الجميع، وعلى النقيض كانت هناك أقلية من نوع آخر؛ تتكون من أولئك الذين حطمهم الإحباط والمتهربون والمعادين بشكل واعٍ، وبين الأقليتين كانت هناك مجموعة وسطى بأعداد كبيرة من المترددين الذين لم يحسموا أمرهم بعد"، الفئة الأوسع هي التي لا تضرّ ولا تنفع في لحظة الفعل، غير أنّ ضررها أرجح عندما يأتي زمان المفاصلة بين الثورة والثورة المضادّة، ومن يفلح في إقناعها بالترغيب أو  تخويفها بالترهيب هو الذي يكسبها إلى صفّه، وحينذاك يتحقّق الهدف من التغيير. في زمن التلاعب بالعقول وكثرة وسائل التأثير على خيارات الأفراد وتوجيههم يصبح من الضروري أن تعدّ الصفوة المختارة التي تسعى للتغيير الخطط والأدوات التي تمكّنها من كسب المتردّدين إلى صفّها حين تحتاج إلى ذلك، لكن عليها أن تدرك قبل ذلك أنّ التضحية والفداء ليست لأجل الجماهير المتردّدة، فالتضحية تكون من أجل هدف نبيل فقط ومن الجليّ أنّ بين فيالق المتردّدين والنّبل مليون فرسخ، وها نحن نرى بوضوح جواب السؤال الذي طرحناه آنفا؛ لا تكون التضحية من أجل من نعتقدهم أصحاب حقّ، بل من أجل الحقّ لذاته وفي سبيله، ومن واجب العامل في سبيل الإصلاح أن يتشرّب هذه القناعة بادي الرأي حتى لا يكون أمره عليه غمّة ثم ينكسر وييأس إذا أحيط به بعد حين وألفى نفسه بين جحافل الجماهير تشتمه وترميه بما رمته به الأنظمة وتتشفّى فيه كما تشفّت فيمن سبقوه.

في هذا السياق يقول المفكّر الإسباني خوسيه أروتيغا غاست في كتابه الذي اختار له عنوان تمرّد الجماهير، ولست واثقا من أنّها تفعل، ما يلي: "كلما تقدم المرء في العمر استطاع أن يدرك بسهولة أن الغالبية العظمى من الناس عاجزة عن بذل أيّ جهد باستثناء ذلك الذي يفرض عليها عنوة نتيجة قهر خارجي، ولهذا السبب يظهر عدد قليل من الأفراد يستطيعون القيام بجهود تلقائية خلاقة، ومن الممكن أن نطلق على هؤلاء الأفراد اسم الرجال المختارين لأنهم يتمكنون من مواجهة الحياة مواجهة إيجابية، ذلك أن الحياة بالنسبة إليهم هي نضال لا ينقطع ومجال خصب لإثبات الذات". هذا يعني أنّ مهمّة الذين يعملون على إحداث التغيير في الدول والمجتمعات تنحصر في البحث عن القلّة المؤمنة بالمبادئ والقيم السامية والعمل معها، ثمّ حمل الأغلبية في لحظة تاريخية معيّنة على المطالبة بحقّها ودفعها –وإن شئت قل إجبارها- على أن تنتظم في صفّ المعارضة في مواجهة النظام القائم، فالقضية بالدرجة الأولى تتعلق بالتعامل مع الجماهير بصفتها وسيلة لتحقيق المشروع وليست هي المشروع نفسه، وحينذاك لن يدور في خلد القيادة أن تجامل الجماهير وتنتظر منها أي مبادرة إلاّ بالقدر الذي يسمح لها بالاستثمار فيها وتوجيهها الوجهة التي تشاء.

إنّ المتأمّل في حال شعوبنا سيرى أنّ الأجيال التي نشأت تحت الدكتاتورية توشك على الاندثار لأسباب بيولوجية محضة وذاك ما يفتح نافذة للأمل في الاستثمار في الأجيال الجديدة التي مازالت قطاعات واسعة من بينها تتململ للفكاك من قيود الطغيان، بشرط أن يؤمن العاملون من أجل التغيير بأنّ التحرّر مسار طويل وليس مسيرات أسبوعية وهتافات في الشوارع، وأن يتيقّنوا من حقيقة الحشود وطباع الجماهير كي لا يقعوا في فخّ مداهنتها والرضوخ لدكتاتوريتها في أزمنة الثورات والاحتجاجات فقد أثبتت الأحداث أنّ من يستطيع تحدي سطوة السلطة لا يقدر بالضرورة على الوقوف في وجه دكتاتورية الجماهير: "وَلَوْلَا أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا".

والخلاصة أنّ التغيير إذا كان في سبيل الجماهير مآله الفشل بحكم تقلّبها وانصياعها إلى الاستبداد بالطبيعة، وكلّ مسعى لا ينبني على مسؤولية أخلاقية بضرورة البذل من أجل إحقاق الحق وإبطال الباطل لن يعدو أن يكون نطحة ضدّ شيء خفيّ سينتهي بالخيبة والإحباط ولو بعد حين.

 

16 تعليقات
فؤاد
  ٢٦ مايو ٢٠٢٥
من كانت نيته خالصة لوجه الله لا يخاف ظلما ولا هضما، كل شيء مرتبط بالنية
↪ الرد
حسن داي
  ٢٦ مايو ٢٠٢٥
لكن بهذا المنطق لا لم لتكن الثورة تنطلق في الجزائر ديما كان فئة كبيرة من مجتمع خارج مجال تغطية
↪ الرد
عبدالحق الجزائري
  ٢٦ مايو ٢٠٢٥
مقال في القمة جمعت به ما جادت به قرائح علماء الإجتماع في موضوع سيكولوجيا الجماهير مع اسقاطات لأحداث قريبة جلنا إن لم أقل كلنا عايشها. أزيد على ذلك أن التغيير في حد ذاته لا يزال رقعة خصبة للبحوث من مختلف التخصصات تحت مسمى إدارة التغيير لما له من أهمية و لما لدى العنصر البشري من استعداد لمقاومة التغيير مهما كان.
↪ الرد
مختار دباشي
  ٢٦ مايو ٢٠٢٥
نفسية الجماهير تحمل في طياتها شعار (الموالفة ولا التالفة), الجماهير تفضل الوضع الراهن بمساوئه لأنه مألوف وآمن ،بينما التغيير يحمل معه عدم اليقين والمخاطر.لأنها ببساطة تشك في النوايا والنتائج.
↪ الرد
حرمة عبدالله
  ٢٦ مايو ٢٠٢٥
مقال قيم
↪ الرد
جواد نوري المالكي
  ٢٦ مايو ٢٠٢٥
ذكرتني ببيت شعر ابو الاسود: لا يَصلُحُ الناسُ فَوضى لا سَراةَ لَهُم وَلا سَراةَ إِذا جُهّالُهُم سادوا نحن ناس بلا سراة. لهذا نعيد تكرار المآسي.
↪ الرد
فارس
  ٢٦ مايو ٢٠٢٥
بارك الله فيك أخي
↪ الرد
محمد طبال
  ٢٦ مايو ٢٠٢٥
بارك الله فيك فيصل. الجماهير يجب أن يوظفها أصحاب مشاريع الانعتاق والتحرر وأن تكون جزءا من المشروع لا المشروع بحد ذاته.
↪ الرد
أيمن بن النوي
  ٢٦ مايو ٢٠٢٥
الأخ الفاضل فيصل عثمان وقفتُ طويلًا عند عنوان مقالك "هل تستحق الجماهير التغيير؟"، لا لأبحث عن إجابة، بل لأن السؤال ذاته خضّ وجداني، كما خضّ ضمير كل من نذر عمره لهذا الوطن، طمعًا في نهضته لا في مجده الشخصي. صدقتَ في تأصيلك النفسي والاجتماعي لمسألة الجماهير؛ فما أكثر من يطالبون بالتغيير بأفواههم، ويعادونك إذا بدأتَ أول خطوة نحوه! وقد علّمتنا التجارب أن الجُرح لا يأتي من العدو، بل من القريب الذي لا يفهم، أو لا يريد أن يفهم. ومع ذلك، فإن منطق الإصلاح ليس رهين استحقاق الجماهير الحالي، بل رهين استحقاقهم الممكن. لسنا نُضحّي لأنهم يستحقون، بل لأننا نؤمن أنهم يستطيعون أن يستحقوا. نزرع اليوم لأجل من سيفهم غدًا. نوح عليه السلام ظل في قومه ألف سنة إلا خمسين عامًا، ولم يطلب ثمرة عاجلة، بل ظل يؤدي مهمته رغم رفض القريب قبل الغريب. شخصيًا، أسأل نفسي أحيانًا: ما قيمة مشاريعي الفردية إن بقيت أمتي في القاع؟ ما جدوى مجدي الشخصي إن كانت أمتي تُجلد كل يوم؟! لكني، ومع كل إحباط، أعود وأتذكر أن الإصلاح لا يُقاس بالنتائج، بل بالنية والعمل المستمر المتراكم. نعم، طريق الإصلاح طويل ومؤلم، وقد نُخذل فيه من القريب قبل العدو. لكن هذا الطريق هو وحده ما يجعل للحياة معنى. إننا لا نُصلح لأنهم يستحقون الآن، بل لأننا نؤمن أن الحق يستحق أن يُحمَل، ولو كفر به الناس. أما عمليًا، فإن مسؤولية التغيير تستلزم: •بناء نوى صلبة من الوعي قادرة على الثبات والإقناع، مهما تكررت الخيبات. • زرع المفاهيم عبر المؤسسات التربوية والاجتماعية ، لا عبر الخطب الحماسية المؤقتة. • مراكمة الإنجازات في الميدان، ولو على نطاق ضيق، لتكون شواهد محسوسة على جدوى التغيير. التركيز على الجيل الجديد، الذي لم يُلوّث بعد بعقدة العبودية والفساد، وهو وحده القادر على حمل الرسالة دون شوائب الماضي. ختامًا، فإن سؤال: "هل تستحق الجماهير التغيير؟" لا يُجاب عليه اليوم، بل يُجاب عليه بعد عقود من العمل الصامت والصَبور. أما اليوم، فعلينا أن نواصل الزرع بصمت، فـ"الزرع لا يُسمع صوته، لكنك تراه حين يُثمر". بارك الله في قلمك، وفي جُرحك الصادق.
↪ الرد
عبود
  ٢٦ مايو ٢٠٢٥
وذلك ما فعلته حماس فرغم حضانتها الشعبية الكبيرة إلا أن المترددين كانوا كثرا فاستخدمت الجماهير ولم تستشرها لأن الرهان على العامة ضره أكثر من نفعه..و هو نفس النهج الذي يتبعه الأمريكان في انتخاباتهم-رغم مساوؤها -إلا إعطاء الأفضلية لرأي النخبة على الغوغاء ينتج خيارا أفضل...وعلى العكس من ذلك مانراه في جمهوريات الموز التي نعيش فيها حين يتساوى فيه صوت الراعي -مع احترامنا له-بصوت الخبير فيخرج لنا المتردية و النطيحة و كما أسلفت الفاسد و المستبد...تحياتنا.
↪ الرد
مراد منصوري
  ٢٧ مايو ٢٠٢٥
شكرا لكم أستاذ .. مقالكم يتعرض لموضوع جوهري وجب الإحاطة به و بكل الظروف المحيطة به من كل جانب. كما يسميه المصريون "حزب الكنبة" هو أكبر الأحزاب تعدادا في كل قطر عربي.
↪ الرد
صالح بن
  ٢٧ مايو ٢٠٢٥
القضية المندرجة بهذا العنوان عائمة وفضفاضة ولايليق بكاتب يتدبر الشؤون السياسية التساؤل حولها فمابالك بمحاولة التأكيد عليها بالنفي ...لأن الجماهير مهما بدت ردات فعلها موحدة فهي حتما ليست كتلة متجانسة في رؤاها ومعتقداتها وايديولوجيتها ولاهي كيان ميتافيزيقي يتعالى على التاريخ والمجتمع والسياسة في المنحى الذي ذهب اليه لوبون وان كانت هوجائتها ولامعقولية تحشداتها لاتنتفى في بعض اللحظات الثورية وفي واقعها الذي عملت عليه النازية والفاشية وهو الواقع الذي رصدته ببراعة المفكرة حنه ارندت وهي لم تتهم الجماهير وانما حللت الوضع الذي صارت اليه بفعل الشموليات النازية والفاشية والستالينية لامما هو وضعها القائم بذاته المنسل من طبائع جوهرانية قارة توسم بها الجماهير دون العلل والفواعل والنتئج....اذ لايمكن الاستهلال بقضية هي ليست مسلمة دون تعيناتها التاريخية في التحليل السياسي حتى وان دلل عليها بأمثلة تاريخية هي حتما أمثلة بتعقيداتها لاتحال الى علة متعالية على ظرزفها .....
↪ الرد
فريد بوعكاز
  ٢٧ مايو ٢٠٢٥
في الصميم شكرا على محاولات التنوير أخ فيصل، عل قومي يفقهون
↪ الرد
فرقان صالحي
  ٢٧ مايو ٢٠٢٥
مشكور
↪ الرد
خضر الأهراسي
  ٢٨ مايو ٢٠٢٥
لا طالما أردت أن أعرف الجواب على سؤال سيد رحمه الله عند شرحه لحكمة الرسول صلى الله عليه وسلم في رفضه مقترح قريش في التملك عليهم وهي وسيلة في الضاهر لتغيير منظومة الحكم وإصلاح المجتمع. حتى قرأت هذا المنشور . حياك الله.
↪ الرد
مجدي مجدي
  ٢٩ مايو ٢٠٢٥
بارك الله فيك
↪ الرد
اترك تعليق